يجيء للتنويه والرفع أو التهجين والحط. والعتيد: تصغير عتود، وهو ما رعى وقوى من أولاد الغنم. والبهم: صغار أولاد الغنم. وقوله ترتعي موضعه جرٌ على أنه صفةٌ لقوله بهم. والوهاد: ضد النجاد. والمعنى: أنه في القلة والخسة رئيس أشباهٍ له هذا صفتهم فيما ينالونه من دنياهم، فهو فيهم كعتودٍ من بهمٍ ذلك صفتها.
فلولا بنو مروان كان ابن يوسفٍ ... كما كان عبداً من عبيد إياد
يقول: لولا تقدم الحجاج ببني مروان، واستعمالهم إياه، وجذبهم بضبعه ورفعهم خسيسته، وإيطاؤهم الناس عقبه لكان حديثاً كما كان قديماً ذليلاً مهيناً حقيراً قمياً بين أمثالٍ له من إيادٍ.
قد علم المستأخرون في الوهل
إذا السيوف عريت من الخلل
أن الفرار لا يزيد في الأجل
يقال استأخر بمعنى تأخر، كما يقال استقدم بمعنى تقدم. والوهل: الفزع. والخلل: بطائن جفون السيف، والواحدة خلةٌ، والمراد بها ها هنا الجفون. وقوله أن الفرار سد مسد مفعولي علم. يقول: بان وظهر للذين يتأخرون عن الدفاع، ويتحامون المصاع، مستشعرين أن الإحجام يقبهم ويبقيهم، وظانين أن الفرار من الزحوف إذا انتضيت السيوف يزيد في أعمارهم - أم الحذر لا يغني من القدر، وأن الهرب لا يزيد في الأجل. وهذا كلام من ابتذل نفسه فسلم وصار يعير من كان بخلافه.
وحاربه بنو أخيه فقتلهم
أيا لهفى على من كنت أدعو ... فيكفيني وساعده الشديد
يتندم على ما أجرى إليه وجره القدر فيهم وفيه، ويتذمم من نكايته في ذويه ويتحزن على ما فاته من تلافيه، ويتلهف من فقدانه إياهم على فاقته إليهم، فقال: يا