فإذا أمكنتك الفرصة فانتهزها. وقوله إلى اليوم الذي أنت قادره أراد أنت قادرٌ فيه، فقدر الظرف تقدير المفعول الصحيح لأن الظرف إذا أضيف إليه يخرج من أن يكون ظرفاً كما يخرج منه إذا دخل عليه حرف الجر. على هذا قولهم:

يا سارق الليلة أهل الدار

وقوله: طباخ ساعات الكرى زاد الكسل

وقارب إذا ما لم تكن لك حيلةٌ ... وصمم إذا أيقنت أنك عاقره

يقول: اجر مع الدهر في تصرفه وتلونه، ودار عدوك وجامله إن أعياك مكايلته ومحاسبته، فإذا انقضت أيامه وتيسر لك بعد مداجاتك له عقره وإهلاكه فاثبت في الأزم عليه، والانتقام منه، ثبات السيف القاطع في ضريبته، وإياك والغفلة عند بعد إيقاظك إياه، واللين معه وقد خشنته.

وقال آخر:

إني إذا ما القوم كانوا أنجيه

واضطرب القوم اضطراب الأرشيه

وشد فوق بعضهم بالأرويه

هناك أوصيني ولا توصي بيه

قوله إني إذا ما القوم خبر إن في قوله أوصيني ولا توصي بيه. والمعنى: إني أهلٌ لأن يوصي إلي حينئذ في غيري، ولا يوصى غيري بي. فتبين هذا من الكلام وإن كان على لفظ الأمر والنهي. وعلى هذا قول القائل زيدٌ قم إليه، أي هو أهلٌ لأن تقوم إليه. فبهذا التقدير وأمثاله جاز أن يقع الأمر موضع الخبر. وأنشد أبو زيدٍ:

وكوني بالمكارم ذكريني ... ودلي دل ماجدةٍ صناع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015