يقال: اعتاصى مني لأهلك ختناً مثل ذلك الختن، يعطي عطاءً جزلاً، ويقتل الأبطال بطلاً فبطلا. ومثله يرتفع بالابتداء، وما بعده في موضع الخبر له، والجملة في موضع الصفة للختن، ولا يجوز نصب " مثله ".
غير الجدير بأن تكون لقوحه ... رباً عليه ولا الفصيل عيالا
هذا أيضاً من صفة الختن. يقول: لا يكون خليقاً بأن يكون مملوكاً لماله لا مالكاً، ويحل الفصيل منه محل العيال لا محل المال. وهذا كما قال الآخر:
فلا والله ما لبني بربٍ ... ولا لحمى علي ولا سلائي
واللقوح صفةٌ، يقال ناقةٌ لقوحٌ إذا كان بها لبنٌ، وجمعه لقحٌ قال الخليل: فإذا أرادوا استعمالها على حد الأسماء قالوا لقحةً، يقال: هذه لقحة فلان، للناقة الحلوب - ولا يقال ناقةٌ لقحةٌ - والجميع لقاحٌ.
باتوا نياماً وابن هند لم ينم
باتٍ يقاسيها غلامٌ كالزلم
يقول: مكث الناس نائمين في ليلهم، وهذا الرجل لم ينم، لأنه كان بيت للغارة، ثم قال " بات يقاسيها "، أي يعاني الغارة كيف يوقعها ويدبرها متى يأخذ فيها، غلامٌ مدمج الخلق خفيفٌ ثقفٌ مشمرٌ، كأنه قدحٌ. يعني ابن هندٍ. والزلم بفتح الزاء وضمها: القدح كان يستقسم به. قال الله تعالى: " وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسقٌ ". ويجوز أن يكون المضمرين في باتوا المغار عليهم.
خدلج الساقين خفاق القدم
قد لفها الليل بسواقٍ حطم
بصفة بأنه غليظ الساقين، ولوطئه الأرض صوتٌ، ولقدمه خفقٌ، وهو سرعة الخطو مع ضرب الأرض بها، كأنه يشير بهذا إلى ثباته وقوته في العمل والسير،