اللام مؤكدةً للإضافة، لأن هذه إضافةٌ لا تخصص، فساغ تأكيدها باللام، ولو كانت الإضافة مخصصةً لكان لا يعمل في أبا لك. وتقدير الخبر: لا أبا لك موجود. ويقال: قنى يقنى، وأقنى: أمرٌ منه. وقنا يقنو. قال المتلمس:

كذلك أقنو كل قطٍ مضلل

وإنما قال إنني موثقٌ ولم يكن قد أسر وأوثق، لعلمه بما يؤول إليه في مقصده أمره، كأنه لما وطن نفسه على ترك التحامي والاتقاء علم أن أحسن العاقبتين فيه الأسر، فذكره. ويكون هذا كقول الآخر:

قد يتمت بنتي وآمت كنتي

فهذا وجهٌ، ويجوز أن يكون قال هذه الأبيات بعد الأسر.

وإذا هلكت فلا تريدي عاجزاً ... غساً ولا برماً ولا معزالا

ليس قصده في هذه الوصاة إلى أن يبعثها على تخير الرجال، أو يرشدها لوجوه الانتخاب، وإنما المراد: اطلبي مثلي. وهو يعلم أنها لا تظفر بمن يماثله أو يقاربه. والغسُّ: الضعيف. قال:

فطعنة لا غسٍ ولا بمغمر

والبرم: الذي لا يدخل مع القوم في الميسر، لضيق صدره وتبرمه بما يلتزم في مثله. والمعزال: الذي لا يحمل السلاح، ويتناهى اعتزاله ورفضه إياه. والأعزل مثله. ومثل هذا قول ابن أحمر:

فإما زال سرجٌ من معدٍ ... وأجدر بالحوادث أن تكونا

فلا تصلي بمطروقٍ إذا ما ... سرى في القوم أصبح مستكينا

إذا شرب المرضة قال أوكى ... على ما في سقائسك قد روينا

واستبدلي ختناً لأهلك مثله ... يعطي الجزيل ويقتل الأبطالا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015