يقول: هذا المدعو المستغاث به فتى يملأ الجفان المتخذة من الشيزى للضيوف والرفقاء، ويروى سنان رمحه من دماء الأعداء، وإذا بارزه في الحرب القرن التام السلاح، الكمي بين الصحاب، غلبه وركبه، وأتى عليه فأسقطه، وهو فتى لا يرضي لنفسه في دنياه بأقرب الهمتين، وأدون المعيشتين، ولكن يطلب غايات الكرم ونهايات الفضل، ولا يداخل بيوت الحي والمجاورة، ولا يخالط النساء للريبة والمعازلة. يصفه بالعفة والجد، وصيانة النفس، وارتفاع الهمة والهم عما يزيل الحشمة، ويدنس المروءة.
وقوله ولا في بيوت الحي، جعل في بيوت تبييناً، وقد حصل الاكتفاء بقوله المتولج، فيكون موقعه منه كموقع بك بعد مرحباً، لئلا يحصل تقديم الصلة على الموصول، وإن شئت جعلت الألف واللام في قوله المتولج للتعريف، لا بمعنى الذي، فلا يحتاج إلى تقدير الصلة في الكلام. وقد مر نظائره.