وهو:

وأضرب منا بالسيوف القوانسا

وانتصاب القوانس بفعل مضمر دل عليه وأضرب منا، كما ان ارتفاع الكاهل بفعل دل عليه: وأملاه. وقوله بقرم هجان أعاد حرف الجر فيه، وهو بدل من قوله: بخيره سناماً. ومثله في إعادة حرف الجر في المبدل قوله تعالى: " قال الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم ". والهجان، وصف به الواحد هاهنا، فهو في زنة قولهم: ناقة دلاث، وخمار. وفي قوله برك هجان وصف الجمع به، فهو كظراف وحسان. والمصعب: الفحل الكريم الذي لا يبتذل في العوارض، بل يقصر على الفحلة. وقال الخليل: هو الذي لم يركب قط ولم يمسه حبل. ويقال أصعب الفحل فهو مصعب، وبه سمى الرجل إذا كان مسوداً مصعباً. وقوله كان فحلها رجع الضمير إلى البرك، أي كان هذا القرم فحل هذه البرك، وهو طويل الظهر لم يتجاوز بازله أن انشق اللحم عنه. يعني أنه كان في غاية ما يراعي من شبابه وقوته. والبزول: في السنة التاسعة. والمعنى أنه لم يعد هذه الحالة إلى ما وراءها، فكان يضعف.

فخر وظيف القرم في نصف ساقه ... وذاك عقال لا ينشط عاقله

بذلك اوصاني أبي وبمثله ... كذلك أوصاه قديماً أوائله

خر: سقط، يخر خروراً. وخر الماء يخر خريرا. في الطلام إضمار، كأنه قال اتقاني بخيره فعرقبته فخر وظيفه. ويروى: فحز وظيف القرم في نصف ساقه، وفاعل حز يكون السيف، أي عقرتها فعمل السيف في وظيفة وأندره من نصف ساقه، وذلك شد عاقله لا ينشط، أي لا يحتاج إلى إحكامه وإبرامه لأنه لا يقع إلا مبرماً. ويقال نشطت العقد تنشيطاً، إذا أحكمته؛ وأنشطته، إذا حللته. وعقد عليه بأنشوطة، إذا جعله مهيئاً للحل مقربا أمره فيه. ومما يجري مجرى المثل: " كأنما أنشط من عقال ". وذكر بعضهم أن الشاعر سها فوضع نشط موضع أنشط؛ لأن المراد ذاك عقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015