ذلك فلك الواجب من حقك، والمفروض من قسطك، ولن يتأخر إن تأخرت. والمعنى أنا نستأنف لك ونحتفل، ونقيم الرسم ونتكلف، ونفردك بما يجب لك وإن تقدمك من تقدم. والهاء من قوله على أهله يعود إلى القرى.
وقمت بنصل السيف والبرك هاجد ... بهازره والموت في السيف ينظر
فأعضضته الطولي سناماً وخيرها ... بلاء وخير الخير ما يتخير
يقول: قمت مجرداً السيف ومتجرداً لعقر ناقة، والإبل الباركة بفنائي نائمة ساكنة، عظام سمان، والموت ينظر في سيفي: أيها المعد والموعود به. وإنما قال والبلارك هاجد ولم يقل هاجدة، رداً على لفظه، لأن لفظه لفظ الواحد وإن أريد به الكثرة. ورد بهازره على المعنى لا على اللفظ. والهجود: النوم، وقال الخليل: هجدوا، أي ناموا، هجوداً؛ وتهجدوا: استيقضوا، تهجداً. والبهازر: السمان الصفايا، واحدتها بهزار في القياس. والواو من قوله والموت في السيف ينظر واو الحال. وقد حسن موقع هذا العجز من صدر البيت. ويجوز أن يكون المعنى: والموت راكب في السيف ينتظر ماذا يكون مني.
وقوله أعضضته الطولى سناماً أي عرقبتها به، وجعلته يعض عليها. وانتصب سناماً على التمييز، وكان الواجب في مقابلة الطولي أن يقول: والخوري بلاء، أو خوارها بلاء، فعدل به الوزن عن تخير المقابلة. ومعنى خيرها بلاء يعني في العمل والولادة وغزارة الدر. وقوله وخير الخير ما بتخير يريد أن البرك كلها خيار، ثم أني اخترت من بينها خيرها، إكراماً للضيف، وخير الخير ما يتخير من الخير.
فأوفض عنها وهي ترغة حشاشة ... بذي مفسها والسيف عريان أحمر
فباتت رحاب جونة من لحامها ... وفوق بما في جوفها يتغرغر
قوله أوفض عنها يريد أن البرك لما جرى مني على صاحبتها التي اخترتها ما جرى من العرقبة نفرق وتفرقن عنها، وهي، يعني المعقورة، ترغو بروحها حشاشة، وقال بذي نفسها يريد خالصة نفسها. والحشاشة: البقية من ذمائها، وقال الخليل: روح القلب، وهو رمق من حياة النفس. وانتصابه على الحال، ويجوز أن ينتصب على التمييز، فيكون مما نقل الفعل عنه، كأنه كان وهي ترغو