لينته، قد أخذت من السن والقوة بالنصيب الأوفر، دبرة الظهر يفرح الغراب إذا وضعت عنها برذعتها فنظر إلى ظهرها، لأنه ينقره ويدميه إن ترك. وقولها " رادة " من راد يرود، إذا جاء وذهب للينه؛ والأصل رائدة، فحذفت الهمزة تخفيفاً، كما قيل في شائك شاك السلاح. ويجوز أن يكون فعلة بنيت منه، وعلى ذلك قولهم: رجل مال، كأنه مول. ورواه بعضهم: " رارة الأصلاب ". وزعم أن عينه ياء، واحتج له بقول الآخر: " والساق منى باديات الرير " والرار والرير: المخ. وليس الصلب بموضع مخ، فاعلمه. ومثله على الوجه الأول قوله: " في صلب مثل العنان المؤدم " ألا ترى أنه شبهه بالعنان للينه.
مررت على دار امرىء السوء حوله ... لبون كعيدان بحائط بستان
فقال ألا أضحت لبوني كما ترى ... كأن على لباتها طين أفدان
فقلت عسى أن يحوي الجيش سربها ... ولا واحد يسعى عليها ولا اثنان
يعني بامرىء السوء المبخل الملوم، الذي لاهم له إلا تثمير ماله وحفظها ومنعها من الحقوق الواجبة فيها. واللبون، أراد بها الجنس، لذلك قال " حوله لبون ". وأصل اللبون الإبل ذوات " الألبان ". والعيدان: النخل الطوال، واحدها عيدانة، وهو فيعالة من عدن بالمكان، إذا أقام. ومثله غيداق من غدق. ويعني بها الراسيات الثابتات على مر السنين. وعنى بالحائط موضع شجر. والبستان: النخل. والأصل في الحائط أنه اسم الفاعل من حاط، واستعمل استعمال اسم الفاعل الذي لم يشتق من الأفعال، ومثله من جنسه قولهم والد وصاحب، ومن المصادر: لله درك. وشبه الإبل