فهو الخيلاء، والفعل منه اختال. ومراد الشاعر: نحن المعروفون المشهورون، كما قال أو النجم:
أنا أبوالنجم وشعري شعري
أي أصحاب هذا الاسم النبيه الخطير. ولا يزال غلامنا أي الغلام منا وفينا، من وقت ترعرعه إلى وقت دبيبه، معتمداً على عكازه، رفيع الذكر على الشأن تقدماً وتكرماً. والسيوف إذا فقدت أيدينا بكت حنيناً إليها، وجزعاً على ما يفوتها منها. والمرافقون في الأصفار لنا تعلمنا بحوراً، لما يقسم لهم من إفضالنا، ويعمهم من تفضلنا، ولحسن توفرنا على الرواد والوارد، ويمن صحبتنا على الأداني والبعداء. وقوله ولنحن أوثق في صدور نسائكم، يريد انهن إذا صبحن بالغارة فارتفع لما يتداخلن من الرعب الصراخ، لأنهن خفن السباء وما يلحق من العار، فقلن: واصباحاه أو واسوء صباحنا! واسم ذلك الصوت الصرخة والصراخ، وفي المثل: لهم صرخة الحبلى. ومعنى البيت أنا في ذلك الوقت أوثق في اعتقاد النساء، وفيما يشتمل عليه ظنهن ويعتمده استقامتهن منكم، لما عرفن من ذبنا وحمايتنا، واشتهرنا به من غيرنا وحميتنا.
آخر:
يشبهون سيوفاً في صرائمهم ... وطول أنضية الأعناق والأمم
إذا غدا المسك يجري في مفارقهم ... راحوا تخالهم مرضى من الكرم
يقال: شبهته كذا وبكذا، كما يقال نصحتك ونصحت لك. والصرائم: العزائم، والواحدة صريمة. وقال الخليل: الصريمة إحكامك الأمر وعزمك عليه. وكان أصله من الصرم: القطع. والأنضية: جمع النضى؛ وهو مركب النصل في السيف في