فقال: هم أتمهم رياسة وأفخمهم فخامة، وأشدهم على الناس فقداً، وأحسنهم في قضاء الحقوق الواجبة عليهم أداء، هذا وهم قعود. وإنما قال ذلك لأن الرئيس ينفذ أمره في مطالبة وإن لم يبرح مكانه. وأعز فقداً، يريد شدة حاجة الناس إلى حياتهم، لوفور فضائلهم وإفضالهم.

وقوله وأكثر نائشاً يريد به الشاب المبتدىء في اكتساب ما يعتلي به ويفوق أقرانه. وانتصاب ناشئاً على التمييز. والمخراق: بناء الآلة، فهو كالمفتاح، يريد أنه يتخرق في الحرب ويسعى سعياً بليغاً. وأصل المخراق هو ما يتلاعب به الصبيان من منديل يفتلونه، أو زق ينفخونه، أو ما يجري مجراهما. وسمي مخراقاً لأنه يخرق الهواء في استعمالهم إياه. لذلك قال:

كأن يدي بالسيف مخراق لاعب

وقوله يعين على السيادة أو لا يسود جمع بين الأمرين، وذلك لأن الفضلاء إذا قسموا ودرجوا في مراتبهم فهم من بين سيد يقوم بنفسه ويكمل بخصاله، ومن بين معين على السيادة يصلح لأن يكون تابعاً لا متبوعاً، ومسوداً لا سيداً.

وقال شقران مولى سلامان

لو كنت مولى قيس عيلان لم تجد ... على الانسان من الناس درهماً

ولكنني مولى قضاعة كلها ... فلست ابالي أن أدين وتغرما

يقول: لوكان ولائي في قيس عيلان لاقتديت بهم، واستننت بسنتهم في الكف عن الانفاق، وحبس النفس على شرائط الانقباض والإمساك، فكنت أرى خفيف الظهر في جميع ما يعرض، فسيح الصدر بكل ما يعن ويسنح، لم يركبني دين فأستنزل، ولاعبء على قلبي من كتقاض فأتضجره، لكن ولائي في قضاعة كلها فأتبسط في أخذ القروض إذا استغرقت ملك يميني، وأتوسع في إضافة ما لغيري إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015