وقال أبو زياج الأعرابي

له نار تشب بكل واد ... إذا النيران ألبست القناعا

ولم يك اكثر الفتيان مالاً ... ولكن كان أرحبهم ذراعا

قوله تشب أي توقد، وموضع الجملة من افعراب رفع على أن يكون صفة لنا، والمعنى أن نار ضيافته توقد بكل واد ينزل به إذا النيران في الآفاق سترت وحجبت عن الاستدلال بها، مخافة طروق الأضياف. وجواب إذا مقدم عليه، كأنه قال: إذا النيران جعلت كذلك له نار توقد بكل واد. ويجوز أن يكون أوقدت ناره في جواب محله وفي كل من أودية فنائه وداره وإذا أخمدت نيران الناس، فلذلك قال: تشب بكل واد، وهذا يكون منه كإتمامهم الأيسار، ونياتهم عن غيرهم إذا عدم الشركاء. وقوله ولم يك أكثر الفتيان قد تقدم الكلام في حذف النون من يك في غير موضع. وانتصب مالا على التمييز، وكذلك ذراعا. والمعنى: أن ما تحمله وتكلفه لم يك السبب فيه اليسار، وكثرة المال. ولكن كرمه الفائض، وعرقة الزاخر.

وقال العرندس

أحد بني أبي بكر بن كلاب:

هينون لينون أيسار ذوو كرم ... سواس مكرمة أبناء أيسار

إن يسألوا الخير يعطوه وغن خبروا ... في العهد أدرك منهم طيب أخبار

وإن توددتهم لانوا وإن شهموا ... كشفت أذمار شر غير أشرار

العرندس في اللغة: الأسد العظيم، وكذلك الجمل. ويقال: هو هين لين وهين لين، والتشديد الأصل، والتخفيف على عادتهم في الهرب من ثقل التضعيف وما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015