من واجب، كأنه قال: لك البيت كل وقت وساعة إلا ساعة كذا. وهذا الاستثناء من معنى لك البيت، ومما انطوى عليه فحوى الكلام. وقوله إذا حان من ضيف على نزول موضعه نصب على أنه بدل من فينة. وإنما قال إذا حان لأن الاستعداد والاحتشاد يتقدمان النزول.
وسوداء لا تكسي الرقاع نبيلة ... لها عند قرات العشيات أزمل
إذا ما قريناها قراها تضمنت ... قرى من عرانا أو تزيد فتفضل
أراد بالسوداء قدراً، ولا تكسي الرقاع في موضع الصفة لها.
وفي طريقته قول الآخر:
إذا النيران ألبست القناعا
وجعلها مكسوة قناعاً لأن الرقعة والرقعتين لا تكفي في سترها لعظمها. وإنما تستر القدور لشدة الزمان، بل تعطل وترفض لضيق الأحوال، وقصور الأيدي عن المراد، مع اتساع الغاشية وتورد الطلاب. ويشبه ما ذكره من جمع الرقاع لعظم القدر قول الأعشى، وقد وصف امرأة بعظم العجيزة:
تشد اللفاق عليها إزاراً
أي تلفق بين ثوبين حتى يتسع إزاراً لها.
ويجوز أن يريد أنها كبيرة لا يمكن سترها بالرقاع، أولا تستر، كما قال:
ولا ترى الضب بها ينجحر