بكت دار بشر شجوها إذ تبدلت ... هلال بن مرزوق ببشر بن غالب
وهل هي غلا مثل عرس تحولت ... على رغمها، من هاشم في محارب
شجوها انتصب على أنه مفعول له، والشاعر يفضل بشراً على هلال، ويقول: إن الدار التي كان يستوطنها بشر لما ارتحل عنها وصار فيها بدلاً منه هلال بكت وتحسرت، وحق لها ذلك، فما هي في استبدالها إلا كعروس زوجت في هاشم، م انتقلت إلى محارب. ومحارب قبيلة فيها ضعة وخمول، حتى قال بعض الشعراء وهو يحلف:
فصيرني ربي إذاً من محارب
متى تردوا عكاظ توافقوها ... بأسماع مجادعها قصار
أجيران ابن مية خبروني ... أعين لابن مية أم ضمار
تجلل خزيها عوف بن كعب ... فليس لخلفها منه اعتذار
فإنكم وما تخفون منها ... كذات الشيب ليس لها خمار
عكاظ: واد للعرب فيه سوق لهم يجتمع فيها طوائف الناس من جميعالأحياء، فيتعارفون فيها ويتعلقون بالأخبار بعد التذاكر بها والتنسم لها، وبينهم المواعدات والمقايضات، والإحن والترات، والمنافرات والمناقضات، فكل فرقة تتجمل للأخرى وتود أن تسمع فيها ما ليس عندها من حسن وقبيح، ومحمود ومذموم، إلى غير ذلك من الأنباء السائرة، والأوابد العائرة، التي يتهادى بها، ويستطرف وقوعها، ويتبلغ باستماعها وأدائها. فيقول: متى وردتم عكاظ وافيتموها أذلاء قد اكتسيتم عاراً يخزيكم