ما زلت تركب كل شيء قائم ... حتى اجترأت على ركوب المنبر
قوله بطرف أخزر تعلق الباء منه بقوله فلأنظرن، والمراد بنظر يميل إلى ناحية، أي نظر بغض وشنآن، لكونه متولياً لها والمعنى: هانت في عيني وصغر قدرها عندي، فصرت أتكرهها، وأبغض أهلها وكروها، ومواضع الدعوة منها، مذ صرت أميرها ومدبرها.
وقوله ما زلت تركب معناه ظاهر.
وقال آخر:
عجبت من السارين والريح قرة ... إلى ضوء نار بين فردة والرحى
إلى ضوء نار شتوي القد أهلها ... وقد يكرم الأضياف والقد يشتوي
فلما أتونا فاشتكينا إليهم ... بكوا وكلا الحيين مما به بكى
بكى معوز من أيلاموطارق ... يشد من الجوع الإزار على الحشا
يقول: تعجبت من العصبة التي سرت ليلاً إلى ضوء نار أوقدت في مكان يتوسط فردة والرحى؛ وهما موضعان. والرواية المستقيمة على كل وجه: بين فردة فالرحى وهذا هو ما كان الأصمعي ينكره في بيت امرىء القيس، وهو:
بسقط اللوى بين الدخول فحومل
وقد مر القول فيه وفي أشباهه، وفي حكم بين ومقتضاه أن الاسم الذي يليه يجب أن يكون كاسم الجمع في تناوله أكثر من واحد، حتى يصح ترتيب الفاء عليه في العطف.
وقوله والريح قرة أي تهب شمالاً ببرد شديد. والواو منه واو الحال.