وقوله إذا أقبلت قيس، إذ ظرف جئتم من الحجر، أي جئتم وقت إقبال قيس. ويجوز أن يكون ظرفاً لقوله تنكر كهلها أي تنكر في ذلك الوقت. ويروى: وتزبرت قيس كأن عيونها، أي صار هواها زييرياً. وقوله كلأن عيونها حدق الكلاب وأظهرت سيماها قصده إلى الذم وإلى أن نظرهم نظر الكلاب، لكنه جرد التشبيه أولاً، ثم قال: وأظهرت سيماها أي أظهرت سيما الكلاب في إقبالها، فترك لفظ التشبيه، وصار كأنه يخبر عن حقيقة.
لحا الله قيساً عيلان إنها ... أضاعت ثغور المسلمين وولت
فشاول بقيس في الرخاء ولا تكن ... أخاها إذا ما المشرفية سلت
قوله لحا الله، يجوز أن يكون بمعنى قشر الله، ويجوز أن يكون بمعنى سب الله. وقوله إنها أضاعت ثغور، يروى بفتح الهمزة، والمعنى لأنها، ويروى بالكسر على الاستئناف. ومعنى ولت انهزمت وأعرضت. وقوله فشاول بقيس، أي خاطر غيرك ورافعهم بهم في الرخاء والسعة، والأمن والدعة، ولإياك والاعتماد عليهم ومؤاخاتهم في الحرب وعند استلال السيوف؛ فإنهم يسلمونك وينهزمون، ويخذلونك ولا ينصرون. ويقال: شاول الفحل وخاطره، إذا هايجه.
فلأنظرن إلى الجبال وأهلها ... وإلى منابرها بطرف أخزر