ضربنا لكم عن منبر الملك أهله ... بجيرون إذ لا تستطيعون منبراً
وأيام صدق كلها قد علمتم ... نصرنا ويوم المرج نصراً مؤزراً
فلا تكفروا حسنى مضت من بلائنا ... ولا تمنحونا بعد لين تجبرا
يخاطب إذ لا تستطيعون منبرا، أي ارتقاء منبر وصعوده، فحذف المضاف. والمراد: إنا نصرناكم في طلب أمر كان لغسيركم لا لكم بجيرون، حين لا تقدرون على صعود منبر، ولا تستقيم لكم قناة ملك ونصرنا أيضاً يوم مرج راهط، وأياماً أخر قبله وبعده، صادقناكم فيها ونصرناكم نصراً قوياً، فلا تجحدوا نعمنا فيها، فكفران النعم ذميم، ولا تتكبروا علينا بعد ملاينتكم لنا، فإن التكبر منكم عظيم. وقوله حسنى مضت مصدر في معنى الإحسان، وليست بتأنيث الأحسن، لأن تلك تلزمه الألف واللام.
فكم من أمير قبل مروان وابنه ... كشفنا غطاء الغم عنه فأبصرا
ومستسلم نفسن عنه وقد بدت ... نواجذه حتى أهل وكبرا
إذا افتخر القيسى فاذكر بلاءه ... بزراعة الضحاك شرقي جوبرا
فما كان في قيس من ابن حفيظة ... يعد ولكن كلهم نهب أشقرا
قوله كم من أمير أراد به معاوية وأشياعه. أي ذببنا دونه وأزلنا كا كان تراكم عليه من رواكد الظلم حتى أبصر رشده، وعادت إليه بصيرته، بعد أن كان تحير في أمره، والتبس عليه ما يتنقل فيه، فلا يعرف ما عليه مما له.