ولو كان الرمح هو القناة لقال: رمحاً طويلاً لأن الشيء لا يضاف إلى ذاته. ومن هذا النمط أيضاً أنه لا يقال للصوف: عهن إلا إذا كان مصبوغاً، ولا للسرب: نفق إلا إذا كان مخروقاً، ولا للخيط: سمط إلا إذا كان فيه نظم، ولا للحطب: وقود إلا إذا اتقدت فيه النار، ولا للثوب: مطرف إلا إذا كان في طرفه علمان، ولا لماء الفم: رضاب إلا ما دام في الفم، ولا للمرأة: عانس ولا عاتق إلا ما دامت في بيت أبويها، وكذلك لا يقال للأنبوبة: قلم إذا إذا بُريت.

وأنشدني أحد شيوخنا رحمهم الله "لأبي الفتح كشاجم":

ـــــــــــــــــــــــــــــ

(وأصبحت أعددت للنائبا ... عرضاً بريئاً وعضباً صقيلا)

(ووقع لسان كحد السنا ... ورمحاً طويل القناة عسولا)

خُفاف كغُراب علم والبرجمي بفتح الموحدة وسكون الراء وجيم وميم نسبة للبراجم وهم قوم من تميم، وعسول بمعنى متحرك ومضطرب، ولذا قيل للرمح عسل ومعسال.

وقوله: (لأن الشيء لا يضاف إلى ذاته)، أي نفسه ليس بصحيح لأنه من إضافة العام إلى الخاص كشجر الأراك، ولو كان رمح القناة صح ما توهمه.

[ولا يقال للشجاع: كمي إلا إذا كان شاكي السلاح] الكمي الشجاع مطلقاً ولابس السلاح من كمي بمعنى استتر.

قال "السهلي": سمي به لأن من شأنه أن يخفي شجاعته فلا يظهرها إلا في محلها، وشاكي السلاك بمعنى تام السلاح، وقيل السلاح مشبه بالشوك، ويقال: شاك بكسر الكاف وضمها فمن كسره جعله منقوصاً مثل قاضي وفيه قولان، قيل: أصله شائك فقلب كهار واشتقاقه من الشوك. وقيل [أصله] شاكك من الشكة مشددة وهي السلاح أبدل ثاني مثليه حرف علة للتخفيف وأعل إعلال قاض. وضمُّه على وجهين: أحدهما أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015