نفرت قلوصي من حجارة حرة بُنيت على طلق اليدين وهوب
لا تنفري يا ناق منه فإنه شريب خمرٍ مسعر لحروب
لولا السفار وبُعد خرق مهمه لتركتها تحبو على العرقوب
مسعر لحروب أي تهيج به الحروب، والسفار: السفر البعيد ها هنا، قال ابن السكيت: يقول: لا يذهب الله ذكرك، ولا ذكرت إلا بخير ويدعو لقبره بالسقيا، ويذكر أن ناقته نفرت من حجارة قبره، وأنه قال لا تنفري فإنه شراب في الأمن مسعر في الحرب، ثم قال معتذرًا: لولا سفري لعرقبت ناقتي، وفي تأويله ثلاثة أوجه: أحدها أنه يعقرها عقوبة لها لأنها نفرت، وحقه أن يقصده والثاني: أني عقرتها له كما كان ينحر لأضيافه، والثالث لعقرتها ليركبها يوم القيامة، كما كانت تفعل العرب في الجاهلية كانوا يعقلون بعيرًا عند قبر الميت ويغطون رأسه، ولا يعلفونه إلى أن يموت، وكانوا يسمونه "بلية" والأول أجود، لأنه يعقب قوله نفرت ولا تنفري، ولأن البلايا كي يعقلن ولا يعقرن.
(46)
وقال آخر: