شيئاً بعد شيء، عند النسج، والبو الحوار يحشي جلده فترأمه أمه وتدر عليه، والسقب الذكر من ولد الناقة، يقول: لم أقدر على تخليص أخي كأن مثلي كناقة أكلت السباع ولدها ففزعت لذلك، وأقبلت إلى جلد من ولدها مقدد أي مقطع، وقوله: "حتى علاني حالك اللون" يعني دما قد جفّ عليه، وأسود يروي بالرفع على الإقواء وهو الجيد، ويروي بعضهم بكسر الدال على الجوار وهو وجه، ولو قال أسودي بالياء كان حسناً كأنه أراد اسودي ثم خفف الإضافة. المعنى: لما سمعتهم قالوا قتل فارس فقلت أعبد الله ذلك المقتول؟ ! لعلمي بإقدامه في الحروب، فجئته والرماح تنوشه تخرقة، فلم أقدر الدفاع عنه فكام مثلي معه كمثل ناقة مع بوها، فطاعنت أكشف عنه الخيل فعل من ساعد أخاه بنفسه ويعلم أنه غير باق، ولا يدخر ممكناً حتى انكشف عنه القوم وحتى جرحت، يصف بذله الممكن من نفسه.

فان يك عبد الله خلى مكانه ... فما كان وقافاً ولا طائش اليد

ولا برما اذا الرياح تناوحت ... برطب العضاة والهشيم المعضد

كميش الإزار خارج نصف ساقه ... بعيد عن الآفات طلاع أنجد

قليل التشكي للمصيبات حافظ ... من اليوم أعقاب الأحاديث في غد

تراه خميص البطن والزاد حاضر ... عتيد ويغدو في القميص المقدد

وان مسه الأفواه والجهد زاده ... سماحاً وإتلافا لما كان في اليد

صبا ما صبا حتى علا الشيب رأسه ... فلما علاه قال للباطل ابعد

وطيب نفسي أنني أم أقل له ... كذبت ولم أبخل بما ملكت يدي

وهون وجدي أنما هو فارط ... أمامي وأني هامة اليوم أو غد

خلى مكانه: فارقه، ووقافاً يعني هراباً، إذا رأى العدو جبن منه، طائش اليد أي مرتعشها كما ترعد يد الجبان، والبرم البخيل الذي لا يدخل مع القوم في الميسر، وإذا الرياح تناوحت أي تقابلت، والعضة ضرب من الشجر، والهشيم ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015