تكسر منه، والمعضد المقطع، كميش الإزار أي مشمر الإزار قد شمر عن ساقة حتى ظهر نصفها، وهذا مثل أراد به أنه مجد في الأمر مشمر غير بطيء عنه، طلاع أنجد جمع نجد وهو المكان المرتفع يريد أن من عادته اطلاع النجاد، يفتخر بذلك، وعتيد معه، وان مسه الإقواء يعني ذهاب الزاد، المعنى يقول: إن هلك عبد الله فما كان في حياته جباناً ولا بخيلاً، ثم وصفه بالجد والشهرة في المعالي، والصبر عند المصيبات والحزم في الأمور، والإيثار بالزاد، والبذل على حال، واجتناب الباطل عند الشيب بعد ركوب الصبا، ثم تعزى عنه بحسن وفاقه وتسلى بأنه يتبعه فيجمع به الموت معه، وفي بعض النسخ:
وتخرج منه ضرة القوم مصدقاً ... وطول السرى ذري عضبٍ مجرد
لم يشتمل عليه اختيار أبي تمام ولكن فسرناه لحسنة ولم نلقه، والضرة ها هنا الضرر، والمصدق الحدة والجد، وذري السيف تلألؤه، يقول: اذا طال الشر ولحق القوم ضرر أظهر ذلك جداً في أمره وتلألؤاً في وجهه.
(11)
وقال أيضاً:
(الأول من الطويل والقافية من المتواتر)
تقول ألا تبكي أخاك وقد أرى ... مكان البكا لكن بنيت على الصبر
فقلت أعبد الله أبكي أم الذي ... له الجدث الأعلى قتيل أبي بكر
وعبد يغوث تحجل الطير حوله ... وعز المصاب حثو قبرٍ على قبر