وإن لنا إما خشيناك مذهبا إلى حيث [لا] نخشاك والدهر أطوار
فلا تحملنا بعد سمع وطاعة على غاية فيها الشقاق أو العار
فإنا إذا ما الحرب ألقت قناعها بها حين يجفوها بنوها لأبرار
ولسنا بمحتلين دار هضيمة مخافة موت إن بنا نبت الدار
والدهر أطوار أي أحوال يعني يدور حالا بعد حال، وهذا تهديد منه، أي لا يبقى لك ما أنت فيه، وإن لنا مذهبًا أي لنا طريق الهرب إلى موضع لا نخافك ولا تظلمنا، محتلين: نازلين. المعنى: يخاطب بلال بن أبي بردة ويقول: لا تهددنا فإنا أحرار نأبي الضيم وإن لم نخالفك، وإن خوفتنا فلنا مهرب إل حيث لا تقدر علينا، والدهر لا يبقى على حاله، ولا تحملنا بعد سمع وطاعة لك على أن صبرنا عليه كان عارا، وإن لم نصبر عليه كان شقاقا.
(223)
وقال قراد بن عباد:
(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)
إن المرء لم تغضب له حين يغضب فوارس إن قيل اركبوا الموت يركبوا
ولم يحبه بالنصر قوم أعزة ... مقاحيم في الأمر الذي يتهيب