الحوائم العطاش تحوم حول الماء، وشبه الأعلام بالطير التي تستدير ولا تقع، ثم قال وواقع يعني ما ينهزم صاحبه ويسكن خفقانه عند سكون الريح، وقوله: وكل للعشيرة فاجع يدل على أنهم كبار كرام يؤلم العشيرة فقدهم. المعنى: يصف شدة الحرب وقتلهم بشرا وثابتا وهرما، ويروى "وحزما" وطعنهم زيادا وهو منهزم، وقتلهم ثورا وهماما.
وقد شهد الصفين عمرو بن محرز وضاف عليه المرج والمرج واسع
فمن يك قد لاقي من المرج غبطة فكان لزيد فيه خاص وجادع
الصفين: يعني صفي الحرب، ومن روى "صفين" فقد غلط، والخاصي الذي يخصي، والجادع الذي يجدع أنفه وهو مثل وأراد به المهين المذل. المعني: يصف شدة الأمر في ذلك اليوم على عمرو بن محرز وطول الذل والهوان بقيس.
(215)
وقال زفر بن الحارث الكلابي:
(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)
أفي الله أما بحدل وابن بحدل فيحيا وأما ابن الزبير فيقتل
كذبتم وبيت الله لا تقتلونه ولما يكن يوم أغر محجل
ولما يكن للمشرفية فوقكم شعاع كقرن الشمس حين ترجل
ابن بحدل: يزيد بن معاوية لأن أمه ميسون بنت بحدل الكلابي، وأراد بهذا الشعر عبد الملك بن مروان، لأنه كان على رأي يزيد في قتل بني هاشم، فلقبه بلقبه، وابن الزبير هو عبد الله بن الزبير قتله الجاج بمكة وصلبه في الحرم، وأم