أنهم لصوص يقطعون السبل نهارًا، ويتسورون على جيرانهم ليلاً، والمنطقان في الهجو أنهم أصحاب غدر ومكر وختر، فلهم فيما بينهم مراطنة وكلام غير مفهوم ولحن غير معروف، يتراطنون عند الغدر والمكر، ولهم لغة في الظاهر يتكلمون بها كلغة سائر الناس معروفة، وقيل في الهجو معنى قائد أعمى الذي يغويهم، وآخر مبصر الذي يرشدهم، ورباعة أمر يحتاج إلى حفظه وتعهده، ويقال: ما في بني فلان أحد يضبط رباعته غير فلان، أي شانه ورئاسته - بحتر أن حملت الأبيات على المدح اسم رجل فهو أبو قبيلة أي كلهم مثل ذلك، وأن حملتها على الذم جعلت بحترًا صفة والبحتر القصر، أي لكهم قصير الباع في الخير والشر.

(208)

وقال أبان بن عبدة بن العيار بن مسعود بن جابر بن عمرو بن حر:

(الثاني من الطويل والقافية من المتدارك)

إذا الدين أودى بالفساد فقل له يدعنا ورأسًا من معد نصادمه

ببيضٍ خفافٍ مرهفات قواطع لداود فيها أثره وخواتمه

وزرق كستها ريشها مضرحية أثيت خوافي ريشها وقوادمه

بجيش تضل البلق في حجراته بيثرب أخراه وبالشام قادمه

الدين ها هنا الطاعة، والفساد اسم حرب معروفة كانت بينهم، ورأسًا أي جماعة يقدمون أنفسهم، ولا يحتاجون إلى ناصر، وقوله: كستها ريشها مضرحية وهي النسور العتيقة، وكذلك الصقور أي ريشت من ريش النسور، ومعنى تضل البلق في حجراته يريد تصادمهم بجيش لا يتبين البلق في نواحيه، بيثرب أخراه أي يسد ما بين الشام والمدين'، وقادمه أوله، ونصادمه الهاء عائدة إلى لفظ الرأس. المعنى: إذا الطاعة بطلت بهذه الحرب وهي الفساد فليدعنا ومقاتلة معد بأسرها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015