هذا رجل من طيء نوزع من قومه في ماء لبني الكهف من جرم طيء فأكثروا النزاع ورام الدفاع فقالوا له: مجنون أنت أم سكران فقال: فقالوا: قد جننت ثم تبرأ من الجنون والسكر بقوله: وربى ما جننت وما انتشيت، وقوله وبئري ذو حفرت وذو طويت، هذه لغة طيء، ويقولون: ‹‹ أنا ذو فعلت كذا ›› وللمؤنث ‹‹ أنا ذو عرفتني ›› ومعنى ذو حفرت أي حفرها أسلافي وقومي، لأن ما فعله قومه فكأنه فعله.

وقبلك رب خصم قد تمالوا على فما هلعت ولا دعوت

ولكني نصبت نصبت لهم جبيني وآلة فارس حتى قريت

وتمالوا: تعاونوا، ولا دعوت أي ما دعوت غيري مستنصراً به بل قهرته بنفسي، ثم بين مقاومته لخصمه على اختلاف أحواله فقال: ولكني نصب لهم جبينى أي جادلتهم باللسان ما جادلوني به، وآلة فارس وهى الحربة، حتى قريت أي منعت الماء أي غلبتهم على الماء. المعنى: يقطع طمع خصمه عن أن يلغبه، وبين أن خصماً كثيراً راموا قمعه فلم يقدروا، وتعاونوا عليه فكفاهم بنفسه، ولم يستنصر عليهم غيره، وأنه جادلهم باللسان ما جادلوه به، ثم عمد إلى السلاح لما احتاج إليه حتى قهر خصمه وحصل مراده.

(193)

وقال جابر بن حريش، إسلامي:

(الأول من الكامل والقافية من المتدارك)

ولقد أرانا يا سمي بحائل نرعي القري فكامسا فالأصفرا

فالجزع بين ضباعة فرصافة فعوارض حو البسابس مقفرا

لا أرض أكثر منك بيض نعامة ومذانباً تندى وروضاً أصفرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015