إيغاله الركض أي إمعانه في ركضه الفرس منهزماً ومتابعته ذلك، والجذم بقايا السياط الواحدة جذمة. وشالت ارتفعت يعنى المنهزمون كانوا يرفعون سياطهم على دوابهم ضرباً لينجوا حتى تقطعت وبقيت الأصول في أيديهم، وعلم الدهنا جبل لبني ضبة يقال له: ‹‹ قسا ›› والدهناء يمد ويقصر، ويواعسه أي يركض في الوعساء وهي الأرض الرخوة ذات رمل، والصمان موضع بعينه يقول: أتى ذلك المكان، والله أعلم ما تكلفوه من السير وما لحقهم من التعب في ذلك الموضع حتى انتهوا إلى مياه الجوف ظاهرة أي ظهيرة، ما لم يسر قبلهم عاد ولا ارم لسرعة سيرهم وحملهم التعب على أنفسهم لينجوا. المعنى: يصف شدة فزع العدو منهم حتى تكلفوا هذا الهرب البعيد، وان ابن نعمان نجاه إيغاله في الهرب.
(186)
وقال عامر بن شقيق بن كوز بن كعب بن نخالة بن ذهل بن مالك الضبي.
(الأول من الوافر والقافية من المتواتر)
فانك لو رأيت ولن تريه أكف القوم تخرق بالقنينا
بذي فرقين يوم بنو حبيب نيوبهم علينا يحرقونا
كفاك النأي مما لم تريه ورجيت العواقب للبنينا
تخرق تجرح ويروى ‹‹ تخرق ›› من الخرق وهو ضد الرفق أي لعجلتهم، والقنين والقنون جمع قناة وجمعت بالواو والنون، وذو فرقين هضبة من بلاد بني أسد وتميم بين طريق البصرة والكوفة. المعنى: يخاطب امرأة ويصف لها شدة الحرب على