القوم يقول: لو رأيت بذي فرقين تخارق القوم كفاك قتلهم وبعدهم لأنه لا بعد أبعد من القتل، ويئست من رجالك ورجوت البنين أن يخلفوا آباءهم لانقطاع الطمع فيهم.

(187)

وقال أبو تمامة بن عازم الضبي ويقال عازب:

(الثاني من المتقارب والقافية من المتدارك)

رددت لضبة أمواهها وكادت بلادهم تستلب

بكر المطي وإتعابه وبالكور أركبه والقتب

أخاصمهم مرة قائما وأجثو إذا ما جثوا للركب

وان منطق زل عن صاحبي تعقبت آخر ذا معتقب

أفر من الشر في رخوة فكيف الفرار إذا ما اقترب

وتروى ‹‹ مياههم تستلب ›› ويروى ‹‹ بكرى المطي وإتباعه ›› وأجشو مثل، يريد أقابلهم في الخصومة أن قامت قمت وان جثت جثوت، وقوله: وان منطق يريد وان أخطأ صاحبي الذي أذب عنه تعقبت أي أخذت وجهاً آخر ويروى ‹‹ وان زل عن صاحبي منطق ›› ويروى ‹‹ تعرقبت ›› أي أخذت في طريق ضيق لا يسلكها معي غيري، لأن العرقوب طريق ضيق في الوادي، والجثو القيام على الركب ويروى ‹‹ ذا معتتب ›› أي متطلع من العتبة وهي الدرجة أي لي فيه درج أعتب فيه بالحجة حتى ألقى خصمي بالعويص، ومعنى أفر من الشر في رخوة أي أترك الشر ما وجدت عنه منصرفاً فإذا وقعت فيه لم أجد بداً من استعماله، وأراد بالشر ها هنا الحجة أي أفر من الحجة أن ثقبت علي، فإذا ثبتت لا يمكن الفرار منها. المعنى: يصف جلادته في الخصومة ومحاجته في الدفع، ويعتذر بقوله أفر من الشر مما أتاه من الخصومة، ويذكر في أول البيت منته على َضبة برد مياههم عليهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015