(الأول من الوافر والقافية من المتواتر)
أخوك أخوك من يدنو وترجو ... مودته وإن دعي استجابا
إذا حاربت حارب من تعادي ... وزاد سلاحه منك اقترابا
أخوك أخوك إن شئت جعلت الثاني بدلا وإن شئت جعلت الثاني خبراً عن الأول، أي إنما يستحق أن تدعو الرجل أخاك إذا كان في الحقيقة كما قال، وهذا مثل قول أبي النجم "أنا أبو النجم وشعري شعري". المعنى: يذكر في البيتين الأولين أن المحبة إذا لم تكن بالطبع وكانت بمغالبة النفس سئمت المغالبة، وكذلك العطاء إذا كان في عتاب يخشى رغب عنه الناس وتركوا العتاب، ويستزيد أخاه في البيت الثاني، وبين له ما يجب للأخ على أخيه، ويدل على أن من كان بهذه الصفة لا يجب أن يعرض، يقول: أخوك يمحض مودتك ويحسن معونتك، ويساعدك على الشدائد.
وكنت إذا قريني جاذبته ... حبالي مات أو تبع الجذابا
المجاذبة: المماذة، ويروى مكان مات "طاح" أي سقط. المعنى: يصف قوته وغلبته الأقران، يقول: كنت إذا قرنت بصعب من الناس فنازعني غلبته حتى انقاد لي صاغراً أو قطعت عنقه فمات.
بمثلي فاشهد النجوى وعالن ... بي الأعداء والقوم الغضابا
فإن الموعدي يرون دوني ... أسود خفية الغلب الرقابا
كأن على سواعدهن ورساً ... علا لون الأشاجع أو خضابا
الموعدي الذين يوعدونه ويتهددونه، خفية اسم موضع بعينه، والغلب: الغلاظ العناق، المعنى: يمدح نفسه ويصف هيبته في قلوب أعدائه، يقول: أعدائي يرون دوني أسوداً غلاظ الرقاب، ويجوز أن يكون المراد بذلك أصحابه،