لطاعنت صدور الخيـ ... ـل طعناً ليس بالآلي
ترى الخيل على آثا ... ـر مهري في السنا العالي
ولا تبقي صروف الدهـ ... ـر إنساناً على حال
تفتيت بها إذ كـ ... ـره الشكة أمثالي
كجيب الدفنس الورها ... ء ريعت بعد إجفالي
إنما كتبنا هذه الأبيات كلها لأن قوله: تفتيت بها راجع إلى الطعنة التي ذكرها في أول القصيدة، وبينهما اعتراض كثير، يفن: ضعيف، البالي: المسن الهرم، المأتم الأعلى: المصيبة الكبرى، والإعوال البكاءـ ونبل عوض يعني حوادث الدهر، وعوض مبني على الضم والفتح، وإنما سمي الدهر عوضاً لأنه كلما مضى منه جزء خلفه جزء كالعوض من الأول، ويروى ها هنا "عوض" مصروفاً للضرورة، خضماتي: جمع خضمة وهي كل لحمة غليظة، ويروى "خضباتي" على الإبدال، والأوصال: الأعضاء واحدها وصل بكسر الواو، وقوله ليس بالآلي أي المقصر، وقوله ترى الخيل ... البيت يريد أن الخيل إذا كانت في آثار مهري تابعة غباره فقد بلغت السنا العالي، ويكفيها أن تدعى لمهري، ويجوز أن يكون المعنى إني رئيس أتقدم القوم فيتبعوني سائرين في ضوء سنا الأسنة وغيرها من السلاح، ويجوز أن يكون أراد بالسنا ضوء الغبار الذي يرتفع من سنابك الخيل، وقوله: تفتيت بها: تخلقت بأخلاق الفتيان، والشكة السلاح كله، وذلك لأنه طعن رجلين على فرس فانتظمها برمحه في حرب البسوس، والدفنس المرأة الحمقاء، شبه الطعنة بجيب المرأة الحمقاء لأنها لا يزر عليها قميصها ولا سيما إذا فزعت. المعنى: تعجب من طعنة طعنها على شيخوخته كما يطعن الشباب وأشكاله يكرهون حمل السلاح لضعفهم، وشبه تلك الطعنة بجيب المرأة الحمقاء إذا فزعت واعترض في ذلك بالاعتذار بقوله ولولا تأثير الدهر في لبالغت في الطعنة، ثم افتخر أنه قائد الخيل وأنها تتبعه.
(177)
وقال ربيعة بن مقروم الضبي: