(الأول من الكامل والقافية من المتدارك)

أودى الشباب فما له متقفر وفقدت أترابي فأين المغبر

وأرى الغواني بعد ما أوجهنني أعرضن ثمت قلن شيٌخ أعور

ورأين رأسي صار وجها كله إلا قفاي ولحيةً ما تضفر

ورأين شيخًا قد تحنى ظهره يمشي فيقعس أو يكب فيعثر

ماله متقفر، ماله مطلب في موضع القفر، وأكثر ما يجيء المؤنث، والمغبر مدر من غبر يغبر إذا بقي يريداني هالك فما بعد المشيب وفقد الأشكال إلا الموت، وقوله: صار وجهًا كله أي نشأ الصلع حتى عم رأسي، ولحية ما تضفر: استعار الضفر للمشط لأن اللحية لا تضفر، ويحتمل أن يكون قد معرت حتى لا يمكن $$$$ وتشنج أخادعه أو يكب على وجهه فيعثر من العثار. المعنى: يصف ذهاب شبابه ودنو أجله وإعراض الغواني عنه بعد إكرامهن إياه لشبابه، ويصف سقوط شعر رأسه، ونقصان شعر لحيته وانحناء صلبه ومشيه راكعًا، كل ذلك من نتاج الهرم.

لما رأيت الناس هروا فتنة عمياء توقد نارها وتسعر

وتشعبوا شعبًا فكل جزيرٍة فيها أمير المؤمنين ومنبر

هروا فتنة أي كرهوها، وجعل الفتنة عمياء لأنه لا يبصر فيها الحق كقولهم ليل نائم، وتشعبوا أي تفرقوا فرقًا مختلفين، يعني أيام عبد الله بن الزبير، ومروان بن الحكم، والضحاك بن قيس الذي قتل يوم مرج راهط، وذلك لما مات يزيد بن معاوية تفرقت الفرق وتقاتلت. المعنى: يقول: لما رأيت الناس كرهوا فتنة مظلمة، تعظم وتنتشر وتفرق الناس فرقًا الناس فرقًا مختلفة، وكل جزيرة فيها أمير المؤمنين يدعو إلى نفسه، ومنبر يخطب عليه اكتفيت أنا بعبس، فحذف جواب لما، ولم يقل أمير للمؤمنين لأنه حكي ما يستعمل في الكلام كأنه قال: فيها رجل يقول: أنا أمير المؤمنين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015