فيا ليتهم كانوا لأخرى مكانها ولم تلدي شيئًا من القوم فاطما
وأجروا إليها: أي إلى القطيعة، وقوله: يا ليتهم كانوا، يعني يا ليت القوم الذين بيننا وبينهم نسب كانوا لامرأة أخرى، ثم صرف الخطاب إلى المواجهة فقال: ولم تلدي شيئًا من القوم، وفاطمة هذه بنت الحرث بن انمار بن بغيض كانت ولدت الكملة، وهم ربيعة الحفاظ، وأنس الفوارس، عمارة الوهاب، ومالك بنو زياد بن عبد الله، وإنما سموا كملة لأنهم كانوا سادة كاملين. المعنى: يلزم الذنب بني عبس بأنهم ابتدءوا فقطعوا الأرحام، ثم أخذ يتأسف على ما جرى يقول: ليت النسب لم يجمعهم فلم يكن يقع على قتل بعضهم بعضًا تأسف.
فما تدعي من خير عدوة داحٍس فلم تنج منها يا ابن وبرة سالما
شأمتم بها حيى بغيٍض وغربت أباك فأودى حيث وإلى الأعاجما
وكانت بنو ذبيان عزا وإخوًة فطرتم وطاروا يضربون الجماجما
فأضحت زهيٌر في السنين التي مضت وما بعد لا يدعون إلا الأشائما
معنى فما تدعى: ما تفتخر من أمر داحس فهو شؤم عليك، ومن شؤمه إنك لم تنج سالمًا منها، يعني من العدوة، شأمتم بها أي بالعدوة، وحيي بغيض هما: عبس وفزارة، وكان قيس عبسيًا وحذيفة فزاريًا، يقال: شأم زيد القوم فهو شائم، وقوله: فأودى: أي هلك، وحيث وإلى الأعاجم أي جاورهم من الولي، ومعنى وغربت أباك يعني قيس بن زهير أبعدته عن أهله، ويروى "وعزبت" أي أبعدت، ولا يدعون إلا الاشائما أي لا يسمون.
(155)
وقال الماسور بن هند بن قيس بن زهير، والمساور: المواثب والمعربد قاله ابن الأعرابي، وهند مرتجل من هنيدة، وهي مائة من الإبل: