عدم تفريق التلمساني بين ماهية ووجود ومطلق ومعين

أما التلمساني ونحوه ففلسفته إلحادية، لكنه قد يختلف في التعبير عن غيره كأي واحد منهم، كل واحد له في التعبير عن الإلحاد أسلوب خاص به، قال شيخ الإسلام: [وأما التلمساني ونحوه فلا يفرق بين ماهية ووجود ولا بين مطلق ومعين، بل عنده ليس هناك سوى ولا غير بوجه من الوجوه] أي: أنه ليس هناك في الوجود المطلق إلا الله، فهو يوافق ابن عربي، لكن بتعبير آخر، قال: [وإنما الكائنات أجزاء منه وأبعاض له -تعالى الله عما يزعم- بمنزلة أمواج البحر في البحر، وأجزاء البيت من البيت] إلى آخره، ثم ذكر الشيخ شعراً لهم في ذلك.

إذاً: هؤلاء يتسابقون في الإلحاد، فكل واحد منهم يحاول أن يمعن أكثر من صاحبه في التعبير عن الإلحاد، بما يملك من قوة البيان والقدرة، نسأل الله السلامة، بل يتسابقون إلى التصريح بالإلحاد والفوضى في العقيدة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015