بين الناس كلهم "بسيماهم ووسمهمِ" لا شك أن السنة لها نور في الوجه لكل واحد يهتم بما يسمعه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، له نصيبه بحسب اتباعه واقتدائه، وترون بعض الناس ممن له اقتداء واتباع له هيبة في النفوس، له نصيب من: ((نصرتُ بالرعب)) بقدر ما عنده من الاقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام- "بسيماهم ووسمهم" لأنهم تصلهم ويطلعون أكثر من غيرهم على أوصافه -عليه الصلاة والسلام- وعلى شمائله فيقتدون به، فتكون سيماهم مطابقة لسيما النبي -عليه الصلاة والسلام- في الأمور الاختيارية، أما في الأمور الإجبارية ما يمكن أحد يقول: والله الرسول أزهر اللون لازم أصير أزهر اللون، أو ربعة لا بد أن أكون ربعة، هذا ما يمكن، لكن في الأمور الاختيارية يقتدون به -عليه الصلاة والسلام-، ولذلكم من خير ما يعين طالب العلم على الاقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام- والاهتداء بهديه، والاستنان بسنته معرفة خصائصه وشمائله وفضائله ومعجزاته هذه التي تقربه إلى القلوب، وأخلاقه -عليه الصلاة والسلام-.

هم ناصرو الدين والحامون حوزته ... من العدو بجيش غير منهزمِ

"هم ناصروا الدين" يعني الذي ليس عنده رصيد من النصوص كيف ينصر الدين؟ كيف يستطيع أن ينصر الدين؟ لا يستطيع إلا إذا كان عنده نصوص الكتاب والسنة.

. . . . . . . . . والحامون حوزته ... من العدو بجيش غير منهزمِ

هم البدور ولكن لا أفول لهم ... . . . . . . . . .

البدور، الأقمار، والقمر كما هو معروف يأفل {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ} [(77) سورة الأنعام] القمر يأفل.

هم البدور ولكن لا أفول لهم ... . . . . . . . . .

موجودون في الوقت كله، لكن لا يأفلون، لا يغيبون على الأنظار.

بل الشموس وقد فاقوا بنورهم ... . . . . . . . . .

هم الأقمار وهم الشموس، لكن الأقمار تغيب، والشموس تغيب وتأفل.

لم يبق للشمس من نور إذا أفلت ... . . . . . . . . .

يعني بالليل تطلب الشمس تجد؟ ما تجد، لكن العالم تجده بالليل، القمر تطلبه بالنهار لا تجده، لكن تجد العالم بالنهار.

لم يبق للشمس من نور إذا أفلت ... ونورهم مشرق من بعد رمسهمِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015