فهي المحجة فاسلك غير منحرف ... وهي الحنيفية السمحاء فاعتصم
وحي من الله كالقرآن شاهده ... في سورة النجم فاحفظه ولا تهم
خير الكلام ومن خير الأنام بدا ... من خير قلب به قد فاه خير فم
هي البيان لأسرار الكتاب فبالـ ... وإعراض عن حكمها كن غير متسم
حكم نبيك وانقد وارض سنته ... مع اليقين وحول الشك لا تحم
واعضض عليها وجانب كل محدثة ... وقل لذي بدعة يدعوك لا نعم
فما لذي ريبة في نفسه حرج ... مما قضى قط في الإيمان من قسم
(فلا وربك) أقوى زاجراً لأولي الـ ... ألباب والملحد الزنديق في صمم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فلما أنهى الناظم -رحمه الله تعالى- الوصية بالقرآن بعد الوصايا العامة التي أسداها لطلاب العلم، وبعد أن أوصى بكتاب الله -جل وعلا- أوصى بسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وهما المصدران الأصلان الأصيلان للتشريع، فالسنة شقيقة القرآن وهي صنو القرآن، وتثبت بها الأحكام الزائدة على ما في القرآن، وهي بمنزلته من حيث الاحتجاج، وإن جعلها أهل العلم تالية له باعتبار القائل، فالقرآن كلام الله -جل وعلا-، والسنة كلام نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وأيضاً باعتبار الثبوت، فثبوت القرآن قطعي، وثبوت السنة منه ومنه، كما هو معلوم.
قال -رحمه الله تعالى-:
الوصية بالسنة:
السنة: ما يضاف إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- من قول أو فعل أو وصف أو تقرير، كل هذا يسمى سنة، وأكثر ما تطلق السنة على العملية، والحديث ما يتحدث به أكثر ما يطلق على القول، وعلى كل حال السنة تشمل القول والعمل، وإن كان إطلاقها على العمل أكثر، والحديث أيضاً يشمل القول والعمل، وإن كان إطلاقه على القول أكثر.
يقول -رحمه الله تعالى-:
اروِ الحديث ولازم أهله فهم الـ ... ناجون نصاً صريحاً للرسول نمي