هيهات مستحيل بعيد.

هيهات بعداً لما راموا وما قصدوا ... وما تمنوا لقد باؤوا بذلهمِ

خابت أمانيهم شاهت وجوههم ... زاغت قلوبهم عن هديه القيمِ

"خابت أمانيهم" خابوا وخسروا حينما قصدوا إلى المعارضة "وشاهت وجوههم".

"زاغت قلوبهم عن هديه القيمِ" مثل هؤلاء لا يوفقون إذا كان مجرد الإعراض عنه {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا} [(124) سورة طه] فكيف بمن تصدى لمعارضته أو لنقده؟! وقد أثر عن بعض الأدباء المعاصرين من يقول: إن قلمي الأحمر معه قلم أحمر يعدل فيه الكتب يصحح، ومن حقه أن يصحح؛ لأنه متمكن في علمه في الأدب في العربية في غيرها يصحح، يقول: لم يسلم من قلمي الأحمر ولا القرآن -نسأل الله السلامة والعافية-، هذا ضلال، وهذا زيغ، نسأل الله الثبات.

كم قد تحدى قريشاً في القديم وهم ... أهل البلاغة بين الخلق كلهمِ

تحداهم فلم يستطيعوا أن يعارضوه، وأعلنوا الفلس والعجز، وهو معجز بذاته لا بما تقوله المعتزلة أنه معجز بالصرفة، هم قادرون على معارضته، لكن الله صرفهم عن ذلك، إذا كانوا قادرين ما صار معجزاً، يعني كعجز الأعمى عن القراءة القراءة في مقدور الناس كلهم، لكن الأعمى مصروف عن القراءة، فيكون العرب عن معارضته بمثابة الأعمى، هو ممكن معارضته والإتيان بمثله ممكن لكن الله -جل وعلا- صرفهم، هذا ما يصير فيه إعجاز للقرآن، هذا قول باطل.

بمثله وبعشر ثم واحدة ... . . . . . . . . .

"بمثله" أن يأتوا بمثله، أو يأتوا بعشر سور، أو يأتوا بسورة واحدة.

. . . . . . . . . ... فلم يروموه إذ ذا الأمر لم يرمِ

لم يقصد مثل هذا الأمر؛ لأنهم عجزوا وأعلنوا عجزهم.

الجن والإنس لم يأتوا لو اجتمعوا ... . . . . . . . . .

{وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [(88) سورة الإسراء].

الجن والإنس لم يأتوا لو اجتمعوا ... بمثله ولو انضموا لمثلهم

يعني ولو مثلهم معهم ما استطاعوا.

أنى وكيف ورب العرش قائله! ... . . . . . . . . .

يعني شخص يخفى عليه ما بين يديه وما بين جنبيه كيف يأتي بكلام يعارض فيه كلام من يعلم السر وأخفى، ومن خلق الخلق وعرف ما جبلهم عليه كيف يقارن هذا كلامه بكلام الله -جل وعلا-.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015