فاقتده بهم، واصبر لا بد أن يعترضك في طريقك شيء من الأذى، ولذا في المسائل الأربع للإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب المسائل الأربع: الأولى العلم، الثانية: العمل بالعلم، والثالثة: الدعوة إليه، والرابعة: الصبر على الأذى فيه {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ} [(1 - 2) سورة العصر] إلا من استثنى {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [(3) سورة العصر] لا بد من توفر هذه الأمور، لا بد من الأذى، لا يظن الإنسان أنه يصل إلى المراتب والمنازل العليا ولا يحصل له شيء، ولا إمامة إلا بابتلاء وأشد الناس ابتلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، ما في نبي ما ابتلي، ولا إمام من أئمة المسلمين سهلت له الطرق منذ أن ولد إلى أن مات أبداً، والإمام لا تنال بالراحة، بل لا بد من التعب ولا بد من العناء ولا بد من الأذى؛ لأن لك خصوم، فالمتعلم يعترضه ما يعترضه، وقد يعترضه أقرب الناس إليه من الوالدين والإخوة والأقارب، وما أشبه ذلك، المعلم كذلك يعترضه من يعترضه، وهذا كثير ومشاهد على مر العصور إذا كان الأنبياء ما سلموا من هذه الاعتراضات فأتباعهم على سننهم ونهجهم، ولذا يقول:
"وفي الرسل ذكرى" يعني تذكر، الرسول -عليه الصلاة والسلام- لما دعا قومه ماذا حصل له؟ آذوه ورموه بأبشع الأوصاف، وأدموا قدميه، وكسروا ثنيته.
. . . . . . . . . ... . . . . . . . . . وفي الرسل ذكرى فاقتده بهمِ
اقتده هذه هاء السكت {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [(90) سورة الأنعام] هذه هاء السكت.
واصبر على لاحق من فتنة وأذى ... فيه وفي الرسل ذكرى فاقتده بهمِ
لواحد. . . . . . . . . ... . . . . . . . . .
يعني لشخص واحد، واللام هذه مؤكدة، وواقعة في جواب قسم محذوف، والله
لواحد بك يهديه الإله لذا ... خير غدا لك من حمر من النعمِ