"وأدلج قاصداً ودم" ما تقول: والله أنا أتعبد يوم يومين في الشهر أو شهر في السنة ويكفي، لا، دم على ذلك {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [(99) سورة الحجر] هذه هي الغاية.
فمثل ما خانت الكسلان همته ... . . . . . . . . .
الكسلان لا يعمل، لا يعمل الواجبات لأنه كسلان، وقد لا يترك المحرمات ويتمنى على الله الأماني، وعنده همة عالية أنه سوف يصل إلى منازل المقربين وهو على وضعه من الكسل، يقصر في الواجبات، وقد يرتكب بعض المحظورات، ويتطاول على منازل الأبرار والمقربين.
فمثل ما خانت الكسلان همته ... فطالما حرم المنبت بالسأمِ
الكسلان، يعني نضرب مثلاً بالقرآن أو بالصلاة أو بالصيام، الكسلان الذي يقول: اليوم والله أنا تعبان نقرأ -إن شاء الله- غداً، أو أنا والله اليوم أحس بتعب الرواتب اليوم مع التعب نتركها، غداً -إن شاء الله- نبدأ بملازمة هذه الرواتب، صيام النوافل يقول: والله اليوم حر، اصبر، اصبر إلى أن يبرد الجود، هذا كله تسويف، هذا الكسلان إذا تمنى قال: خلاص أنا -إن شاء الله- السنة الجايئة الآن ما بقي في السنة إلا شهر الحج أبي أحج، ولما جيت -إن شاء الله- وتفرغت أتعبد، هذا الذي يسوف ولو يوم واحد كسلان، وتخونه همته، إذا جاء من الغد تخونه همته، لكن بالمقابل أيضاً إذا زاد عن الحد صار منبتاً، يعني نفترض أن طالب علم قرر يحفظ القرآن، فالكسلان يقول: اليوم مشغول، غداً -إن شاء الله-، وغداً والله نزل بنا ضيف غداً إن شاء الله، وبعده وهكذا تمضي عليه الأيام والسنون ما يحفظ.
المنبت يقول: خلاص من اليوم -إن شاء الله- أحفظ القرآن، وينفذ ثم يأخذ على نفسه أن يحفظ جزء اليوم، هذا اليوم حفظ جزء، لما أوى إلى فراشه إذا هو تعبان، وأخل بالواجب، بواجب الوالدين، وانقطع عن بعض الإعمال، وقد يكون ترتب على ذلك ترك واجب أنيط به، هذا منبت، لكن هل يستمر على هذه الطريقة كل يوم يحفظ جزء؟ لن يستمر، هذا مجرب أنه إذا أخذ على نفسه قدر أكثر مما تطيق فإنه غداً لن يستمر، وإن استمر غداً لن يستمر بعده.
يقول:
فمثل ما خانت الكسلان همته ... فطالما حرم المنبت بالسأمِ