ابن ماجه يروي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يا أبا هريرة تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم، وهو ينسى، وهو أول شيء ينزع من أمتي)) وهذا الحديث صححه الحاكم، وفيه نظر؛ لأن في إسناده حفص بن عمر، ضعفه ابن معين والبخاري والنسائي وأبو حاتم، المقصود أن الحديث ضعيف، وأهل العلم يذكرون هذا في بيان فضل علم الفرائض، ويوجهون معناه بأن العلم منه ما يتعلق بما قبل الوفاة وبما بعد الوفاة، إما في حال الحياة وما بعد الممات، العلوم كلها علاقتها بما في الحياة، وأما بالنسبة للفرائض فهو متعلق بقسم التركات بعد الوفاة.

من فضلها أن تولى الله قسمتها ... ولم يكلها إلى عرب ولا عجمِ

تولى الله قسمة الحقوق المتعلقة بالتركة لأصحاب الفروض، وللعصبة وغيرهم من الوارثين، بينها بالتفصيل بشروطها، وما جاء في السنة من قدر زائد على ما في القرآن فهو مجرد توضيح، وأحكام قليلة جداً، لكن جملة أحكام المواريث مسطرة في سورة النساء، فهذا العلم علم في غاية الأهمية، ومع ذلك علم حصره ممكن، يعني لو عكف عليه الإنسان أسبوع أتقنه، وهو علم منضبط، ولذلكم هو أول علم دخل في الآلات، يعني في الآلات الحاسبة مثل الكمبيوتر، أول ما دخل فيه الفرائض، يعني من قبل ربع قرن، يعني قبل أن يشيع استعمال العلوم كلها في الآلات؛ لأنه علم منضبط وقليل يعني طالب العلم يدركه بمجرد حفظ الرحبية، وقراءة شروحها، الرحبية مائة وسبعين بيت، فإدراكها سهل، وأيضاً الآيات واضحة، يعني إذا قارن ما جاء في كتب الفرائض، وما جاء في القرآن تيسر له الأمر كثيراً؛ لأنه لا يوجد فيه آيات كثيرة، آيات يسيرة يعني معدودة آيات الفرائض، فبإمكانه أن يتقن هذا العلم من خلال القرآن الكريم، ومن خلال ما كتب في الباب من مؤلفات غالبها مختصر، يعني يوجد المصنف في مجلد مثلاً لكن غالبها مختصرات.

التأليف في الفرائض على نوعين:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015