واحذر مجلات سوء في الملا نشرت ... تدعو جهاراً إلى نشر البلا بهم
تدعو لنبذ الهدى والدين أجمعه ... والعلم بل كل عقل كامل سلم
وللركون إلى الدنيا وزخرفها ... والرتع كالحيوان السائم البهم
وللتهتك جهراً والخلاعة مع ... نبذ المروءة والأخلاق والشيم
والاعتماد على الأسباب مطلقها ... دون المسبب والأخلاق من عدم
والكفر بالله والأملاك مع رسل ... والوحي مع قدر والبعث للرمم
ولاعتناق الطبيعيات ليس لها ... مدبر فاعل ما شاء لم يضم
قامت لديهم بلا قيوم ابدعها ... مسخرات لغايات من الحكم
سموه مدحاً له العلم الجديد بل الـ ... كفر القديم ومنه القول بالقدم
تقسموه الملاحيد الطغاة على ... سهم وأكثر لا أهلاً بذي القسم
وكلما مر قرن أو قرون أتوا ... به على صورة أخرى لخبثهم
بعض الخبيث على بعض سيركمه ... ربي ويجعله في النار للضرم
واعجب لعدوان قوم حاولوا سفهاً ... أن يجمعوه إلى الإسلام في كمم
كالنار في الماء أو طهر على حدث ... في وقته أو إخاء الذئب والغنم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فلما ذكر الناظم -رحمه الله تعالى- الوصية بكتاب الله -جل وعلا- وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- ذكر ما يعين على فهم الكتاب والسنة من الفرائض والآلة، وحذر بعد ذلك من العلوم المبتدعة، فبدأ بالفرائض التي هي قسمة تركة المواريث وما يتعلق بها.
قال:
وبالفرائض نصف العلم فاعنَ كما ... أوصى الإله وخير الرسل كلهمِ
كما أوصى الإله في قوله: {يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ} [(11) سورة النساء] "نصف العلم" يعني كما جاء عن الترمذي والحاكم وابن ماجه من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((تعلموا القرآن والفرائض، وعلموها الناس فإني مقبوض)) قال أبو عيسى: هذا حديث فيه اضطراب، ضعفه أحمد بن حنبل وغيره، وضعفه ظاهر؛ لأن في إسناده شهر بن حوشب.