وصف جَيْشا، سُمع به، وخِيفَ منه، فانتُقل عن المحلّ لأجله، وبُودِرَ بالانتقال قبل لَحاقه.
* * *
قال صاحب الكتاب: ويستعمل "حي" وحده بمعنى "أقبل". ومنه قول المؤذن "حي على الصلاة"، و"هلا" وحده. قال [من الطويل]:
551 - ألا أبلغا ليلي وقولا لها: هلا ... [فقد ركبت أمرًا أغرَّ محجلا]
* * *
قال الشارح: قد تقدّم أن كلّ واحد من "حَيَّ"، و"هَلْ" صوتٌ معناه الحَثّ والاستعجالُ، فهو مستقِلّ بهذه الفائدة، وإنّما جُمع بينهما مبالغةً في إفادةِ هذا المعنى، فإذا أردت المبالغةَ، جمعتَ بينهما، وإذا أردت أصلَ الدعاء من غير مبالغة فيه، جئت بكلّ واحد منهما منفردًا، فمن ذلك قول ابن أحْمَرَ [من البسيط]:
552 - أنْشَأتُ أَسْألُهُ ما بالُ رِفْقَته ... حَيَّ الحُمُولَ فإنّ الرَّكْبَ قد ذَهَبَا