قال الشارح: اعلم أنّهم قد حذفوا اسمَ "لا" النافيةِ، كما حذفوا الخبرَ، فقالوا: "لا عليك"، والمرادُ: "لا بأسَ عليك"، أي: لا سيّىء عليك، وإنّما حذفوا الاسم لكثرةِ الاستعمال تخفيفًا. وقالوا: "لا كالعَشِيَّةِ عشيّةٌ" والمراد: لا عشيّةَ كالعشيّة الليلةَ، ومثلُه "لا كزيدٍ رجلٌ"، والمراد: لا أحد كزيدٍ رجلٌ، فالاسمُ محذوفٌ، والجارُّ والمجرور في موضع الخبر و"عشيّةٌ" مرفوعٌ, لأنّه عطفُ بيان على الموضع. وكذلك "رجلٌ" من قوله: "لا كزيد رجلٌ"، ويجوز النصبُ على اللفظ، أو التمييز على حد النعت في قوله [من الطويل]:
335 - [لنا مِرْفَدٌ سبعونَ ألفَ مُدَجَّجٍ] ... فَهَلْ في مَعَدّ دون ذلك مرفَدا (?)
وممّا حُذف اسمُ "لا" فيه قولُ امرئ القيس [من البسيط]:
336 - وَيلُمّهَا في هَواءِ الجَو طالِبَةً ... ولا كهذا الذي في الأرض مَطْلُوبُ