قال صاحب الكتاب: "وحذف المفعول به به كثير, وهو في ذلك على نوعين: أحدهما أن يحذف لفظاً ويراد معنى وتقديراً. والثاني أن يجعل بعد الحذف نسياً منسياً كأن فعله من جنس الأفعال غير المتعدية كما ينسى الفاعل عند بناء الفعل به. فمن الأول قوله تعالي: {الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر} (?) , وقوله تعالى: {لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم} (?)؛ لأنه لا بد لهذا الموصول من أن يرجع إليه من صلته مثل ما ترى في قوله تعالى: {الذي يتخبطه الشيطان} (?). وقرئ قوله تعالى: {وما عملته أيديهم} (?) وما عملت" (?). من الثاني قولهم: "فلان يعطي ويمنع ويصل ويقطع". ومنه قوله عز وجل: {وأصلح لي في ذريتي} (?). وقول ذي الرمة [من الطويل]:
251 - وأن تعتذر بالمحل من ذي ضُروعها ... إلى الضيف يجرح في عراقيبها نصلي"
* * *