"لَدُنْ" إلَّا مع "غُدْوَة"، يعني لا تقول: لَدُنْ زيدًا مالٌ"، أي: إنّ بعض الأشياء تختصّ بموضع لا تفارقه. ويحتمل أن يكونا "مِنْ" هنا التي للجرّ، ويحتمل أن تكون منتقصة من "ايْمُن"، فعلى هذا يكون الضمّ فيها أصلاً والكسرُ عارضًا. ومنهم من يحذف نونها إذا وقع بعدها لامُ التعريف، وحينئذ تختصّ باسم الله كالتاء، فيقولون: "مِ اللهِ "، و"مُ الله". قال الشاعر [من المسْرح]:

أَبْلِغْ أَبَا دَختَنُوسَ مَأْلَكَةً ... غيرَ الذي قد يُقالُ مِ الكَذِبِ (?)

فحذف نونَها لالتقاء الساكنين تشبيهًا بحروف اللين، فاعرفه.

فصل [خصائص باء القَسَم]

قال صاحب الكتاب: والباء لأصالتها تستبد عن غيرها بثلاثة أشياء: بالدخول على المضمر, كقولك: "به لأعبدنه", و"بك لأزورنَّ بيتك". وقال [من الوافر]:

[ألا نادت أمامةُ باحتمالٍ ... لتحزنني] فلا بك ما أبالي (?)

وبظهور الفعل معها كقولك حلفت بالله، وبالحلف على الرجل على سبيل الاستعطاف كقولك بالله لما زرتني وبحياتك أخبرني وقال ابن هرمة [من الكامل]:

1242 - بالله ربك إن دخلت فقل له ... هذا ابن هرمة واقفاً بالباب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015