قال صاحب الكتاب: وطرح هذه النون سائغ في كل موضع إلا في القسم, فإنه فيه ضعيفٌ، وذلك قولك: "والله ليقوم زيدٌ".
* * *
قال الشارح: قد ذكرنا دخول هذه النون والحاجةَ إليها، وهي في كلِّ ذلك على ثلاثة أضرب:
ضربٌ يلزم دخولُ النون فيه ولا يجوز سقوطها، وضربٌ تدخل ولا تلزم، وضربٌ لا تدخل فيه إلَّا على سبيل الضرورة.
فأمّا الأوَّل الذي تلزم فيه، فهو أن يكون الفعل في أوّله اللامُ لجواب القَسَم، كقولك: "واللهِ لأقومنّ"، واللامُ لازمة لليمين، والنون لازمةُ اللام لا يجوز طرحُها، فاللائم لازمة للتوكيد. ولو لم تلزم، التبس بالنفي إذا حلف أنّه لا يفعل. ولزمت النونُ لِما ذكرناه من إرادة الفصل بين الحال والاستقبال. وذهب أبو عليّ أنّه يجوز أن لا تلحق هذه النون الفعلَ، قال: ولَحاقُها أكثر، وزعم أنّه رأيُ سيبويه, والمنصوصُ عنه خلافُ ذلك.
وأمّا الضرب الثاني. وهو الذي يجوز دخولُها فيه وخروجُها منه، فالأمرُ، والنهيُ، والاستفهامُ، نحو قولك: "اضرِبَنَّ زيدًا"، و"لا تخرجنّ يا عمرُو"، و"هل يقومَنَّ؟ " فإن أثبتَّها فللتأكيد، وَلَكَ أن لا تأتي بها.
وأمّا الضرب الثالث: وهو ما لا يجوز دخولها فيه، فالخبرُ، لا يجوز "أنت تخرجنّ" إلَّا في ضرورة شاعر، فاعرفه.
قال صاحب الكتاب: وإذا لقي الخفيفة ساكن بعدها, حذفت حذفاً, ولم تحرك كما حرك التنوين, فتقول: "لا تضرب ابنك". قال [من الخفيف]:
1207 - لا تُهين الفقير علَّك أن ... تركع يوماً والدهر قد رفعه