دخلتْ عليه، واللامُ المُعرِّفةُ يجوز سقوطُها ممّا دخلت فيه، فلزومُ هذه اللام هنا وعدمُ جواز سقوطها دليل على أنها ليست المعرّفة.

وقومٌ من العرب يُبْدِلون من لام المعرفة ميمًا، وهي يَمانيةٌ، فيقولون: "اَمْرَجُل" في "الرجل". ويُرْوَى أن النَّمِرَ بن تَوْلَبٍ قال: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ليس مِن امْبِرّ امْصِيامُ في امْسَفَر" (?)، يريد: ليس مَن البرّ الصيامُ في السفر، ويُقال: إنّ النمر لم يرو عن النبيّ عليه السّلام إلَّا هذا الحديثَ. وذلك شاذّ قليل لا يُقاس عليه، وقد تقدّم الكلام على ذلك في أوّل الكتاب، وأمّا قوله [من المنسرح]:

يَرْمِي وَرَائي بِامْسَهْمِ وامْسَلِمَهْ (?)

فصدرُه:

ذاك خَلِيلِي وذو يعاتِبُني

الشاهد فيه إبدالُ الميم من اللام في "السهم" و"السلمة" , على أنّ الرواية بـ "السّهم" بسين مشدّدة لادّغام اللام فيها، و"امسلمه" بميم بعد الواو، فاعرفه.

فصل [لام جواب القسم]

قال صاحب الكتاب: ولام جواب القسم نحو قولك: "والله لأفعلن". وتدخل على الماضي, كقولك: "والله لكذب". وقال امرؤ القيس [من الطويل]:

1192 - حلفت لها بالله حلفة فاجر ... لناموا فما إن من حديث ولا صال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015