مرفوع بفعله على حدِّ "ما جاءني من أحد"، والمراد: كفى الله، قال الله تعالى: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} (?) {وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} (?)، والمراد: كفى اللهُ، وكفينا. قال الشاعر [من الطويل]:
كَفَى الشيبُ والإِسلامُ للمَرْء ناهِيَا (?)
لما حذف الباء، رفع. وقالوا في التعجّب: "أكْرِمْ بزيدٍ"، و"أحْسِنْ ببَكرٍ". قال الله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ} (?)، فالباء ها هنا زائدةٌ وما بعدها في موضع مرفوع بفعله، ولا ضميرَ في الفعل. وقد تقدّم الكلام عليه في التعجّب.
الثاني: زيادتها مع المبتدأ، وذلك في موضع واحد. قالوا: "بحَسْبك زيدٌ أن تفعلَ"، والمراد: حسبُك. قال الشاعر [من المتقارب]:
بِحَسْبِكَ في القوم أن يَعْلَمُوا ... بأنّك فيهم غَنِيٌّ مُضِرْ (?)
ولا يُعْلَم مبتدأٌ دخل عليه حرفُ الجرّ في الإيجاب إلَّا هذا، فأمّا في غير الإيجاب، فقد دخل عليه الخافضُ غيرُ الباء. قالوا: "هل من رجل عندك؟ "فموضعُ المجرور رفعٌ بأنّه فاعلٌ (?) قال الله تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ} (?)، وقال تعالى: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ} (?)، فموضعُ المجرور رفعٌ بالابتداء، وقد زادوها في خبرِ "لكِنّ" تشبيهًا له بالفاعل. قال الشاعر [من الطويل]:
1161 - ولكِنَّ أجْرًا لو فعلْت بهَيّنٍ ... وهل يُنْكَرُ المعْرُوفُ في الناس والأجْرُ