ولما"، أي: ولما يخرجْ، كما يحذفونه بعد "قَدْ" في قول الشاعر [من الكامل]:
أفِدَ الترَحلُ غيرَ إنَّ رِكابَنا ... لَما تَزَل بِرِحالنا وكأنّ قَدِ (?)
أي: وكأن قَد زالتْ، كأنهم اتسعوا في حذف الفعل بعد "قَدْ" وبعد "لما"؛ لأنهما لتوقُعِ فعل؛ لأنك تقول: "قد فعل" لِمن يتوقع ذلك الخبرَ، وتقول: "فَعَلَ" مبتدِئًا من غير توقعه، فساغ حذفُ الفعل بعد "لما"، و"قَدْ" لتقدم ما قبلهما، ولم يسغ ذلك في "لَمْ"، إذ لم يتقدّم شيءَ يدل على المحذوف. وإنما شبهوا "لمْ" بـ "لَما"، وحذفوا الفعل بعدها، كما أنشدوا [من الرجز]:
1141 - يارُبَّ شَيْخٍ مِن لُكَيز ذى غَنَم ... في كَفّه زَيْغٌ وفي فِيهِ فقَمْ
أجلَحَ لْم يَشمَط وقد كَادَ وَلَمْ