الشاهد فيه نصبُ "محدودبًا" حيث فصل بينه وبين "كم" بالظرف والجارّ والمجرورِ، وعدل إلى لغةِ من ينصب. يصف ناقتَه، فيقول: تؤمّ سِنانًا، وهو الممدوحُ على بُعْدِ المسافة. والغارُ: الغائرُ من الأرض المطمئنّ، وجعله مُحْدَوْدِبًا لِما يتّصل به من الإكام ومُتونِ الأرض.

وربّما جرّوا بها مع الفصل على حدّ قوله [من البسيط]:

كأنّ أصْوات من إيغالِهِنَّ بنا ... أواخِرِ المَيْسِ أصواتُ الفَراريجِ (?)

وذلك في الشعر، نحو قول الشاعر [من الرمل]:

673 - كم بجُودٍ مقْرِفٍ نالَ العُلا ... وكَرِيمٍ بُخلُهُ قد وَضعَة

يُروى "مقرف" بالجرّ، ويجوز فيه النصبُ والرفعُ، فالجرُّ بإضافةِ "كم" مع الفصل، والنصبُ على التمييز، والرفعُ على الابتداء، و"كم" الخبرُ. وحسُن الابتداءُ به، وهو نكرةٌ لوصْفه بقوله: "نال العُلا"، أو يكون "كم" مبتدأ، و"مقرف" الخبر. وأما قول الفرزدق [من الكامل]:

كم في بني سعد بن بكر (?) ... إلخ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015