/متن المنظومة/
-15- بها قَضَوا أيّامَهُمْ فُرادى ... فاختصَّهم ربُّ الوَرى آحاداً
-16- علَّمَهم منْ علْمِهِ اللَّدُنِّي ... فأصبحوا أربابَ كُلِّ فَنِّ
-17- فكم عكفتَ في حراءٍ ذاكراً ... وكم خلوتَ بالخليلِ صَابراً
-15- وفي تلك الخلوات كانت تمضي أيامهم بالقنوت والسجود، والعبادة والضراعة، تفيض عيونهم بالدمع شوقاً وحباً، وتأنس أرواحهم بالله زلفاً وقرباً، فاصطفاهم الله سبحانه، وأفاض عليهم أنواره وبره.
-16- والعلم اللدني إشارة إلى قوله سبحانه وتعالى في الخضر {آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علماً} والعلم اللدني ما يقذفه المولى سبحانه في قلب الذاكر من بركة ونور، يطمئن به قلبه، ويزداد به إيمانه، ويعظم به شوقه.
وفي هذه الخلوات كان اتصال الأرض بالسماء، وكانت الأنبياء تتلقى الوحي في سكينة وجلال، فيعلمهم الله علم الأولين والآخرين.
-17- وهذا التفات إلى طالب العلم ليصحح سلوكه على هدي الأنبياء، فيبدأ بتحصيل العلم من تصحيح المعاملة فيما بينه وبين الله، ويبحث عن (حراء) يغسل فيه قلبه ويزكي فيه نفسه، ويبحث عن (خليل) يطيل فيه استغراقه بالله، صابراً على دوام الطاعة