وهذا سيأتي أنواع التلازم.
قال: (فِي الذَّهْنِ) وهي القوة التي تهيئ النفس لمعرفة المجهولات التصورية والتصديقية.
قال: (بِالاِلْتِزَامِ) يعني: يسمى بدلالة الالتزام.
وهو دلالة اللفظ على شيءٍ خارجٍ عن مسماه لازمٍ له.
على شيءٍ خارجٍ عن معناه يعني: لم يوضع له، لم يدل عليه المعنى لا بالتمام ولا بالتضمن، لكنه لازمٌ له لا ينفك عنه، نسميها دلالة التزام.
لالتزام المعنى أي: استلزامه له يعني: لا يتم المعنى من حيث هو إلا بفهم هذا اللازم يعني: سبب التسمية هنا قال: لالتزام المعنى. أي الموضوع له اللفظ عِلَّة لتسميتها التزاماً.
أي استلزامِه له. أي: اللازم الذي دل عليه اللفظ.
قال: سواءٌ لازَمه في الخارج أيضاً أم لا.
هذا فيه تعميم أم تخصيص؟ تعميم.
لأنه أطلق قال: (فِي الذَّهْنِ) يعني: يلازمه في الذهن.
إذاً: ما لازم في الذهن قد يطابقه الخارج وقد لا يطابقه؛ لأن العبرة بما في الذهن.
يُفهم من هذا أنه لو كان التلازم في الخارج لا في الذهن غير معتبر، لا يسمى دلالة التزام عند المناطقة، وإن سمَّاه دلالة التزام عند الأصوليين والبيانيين.
قال: (سواءٌ لازَمه في الخارج أيضاً) أي: كما لازمه في الذهن، فيكون اللزوم ذهنياً وخارجياً.
مثاله: كلزوم الزوجية للأربعة، هذا في الذهن؛ لأن الزوجية هو العدد المنقسم إلى اثنين أو ما قبِل القسمة على اثنين، هذا العقل أدرك ذلك وموجودٌ في الذهن، وقلنا الوجود المراد به الملاحظة، وهو في الخارج كذلك.
إذاً: اتفقا اللازم في الذهن وفي الخارج. يعني: المعنى هذا كون الأربعة زوجاً أو الزوجية للأربعة هل هو في الخارج فقط أم في الخارج وفي الذهن؟ تقول: معاً.
قال: (سواءٌ لازمه في الخارج أيضاً) أي: كما لازمه في الذهن، فيكون اللزوم ذهنياً وخارجياً. كلزوم الزوجية للأربعة.
وقوله: (أم لا) أي: لم يلزمه في الخارج بل الملازمة ذهنية فقط كلزوم البصر للعمَى، فإن اللزوم بينهما ذهنيٌ فقط.
العمى لفظٌ مفرد، وضعته العرب لمعنى، ما هو المعنى؟ سلب البصر، أو عدم البصر.
إذاً: معناه مركّب، ما نوع التركيب هنا؟ تركيب إضافي: سلبُ البصرِ، ولا يُتعقَّل معنى المضاف والمضاف إليه، أو المركَّب الإضافي إلا بتعقُّل الجزأين.
كيف تَتعقَّل يعني تفهم معنى المضاف المركب الإضافي، بالمضاف فقط .. إليه فقط؟ لا. لا بد من الأمرين.
سلب- يعني: عدم. الأمر واضح، إذاً فهِمتَ المراد به.
الثاني الذي هو البصر، البصر نقيض أو ضد العمى، فعندما يقال: عين زيدٍ عمياء. الكلام في مثال واحد ليس على الإطلاق، لو قال لك قائل: عَمِيَت عين زيد، أنت تستحضر عميت مباشرة سلب البصر، العين نفسُها عمياء سُلب عنها البصر، وأنت تتخيل البصر وهو نقيض للعمى لا يجتمعان.
حينئذٍ في الذهن وُجد البصر واجتمع مع العمى وهو لازمٌ له؛ لأنه لا يتم فهم معنى العمى إلا بفهم معنى البصر، متلازمان.
يعني: لا يمكن أن يوجد معنى العمى في الذهن إلا ومعه معنى البصر، لكن في الخارج؟ متعاندان، قلتُ المثال في واحد .. ممكن أن تقول زيد وبكر وتفصِل المسألة، لكن عين زيدٍ عمِيت، إذا قيل لك هذا التركيب، أو عين زيدٍ عمياء مباشرة تستحضر في ذهنك عمياء يعني: سُلب بصرها.