إن أبا طالب واحد من عشرة من أعمام النبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي عليه الصلاة والسلام له عشرة أعمام، ستة من هؤلاء الأعمام لم يدركوا بعثته، فلا يتحرر في حقهم كفر ولا إيمان؛ لأنهم أقرب إلى أهل الفترة، وأما أربعة منهم فأدركوا البعثة، فآمن منهم اثنان، وكفر اثنان، فاللذان كفرا هما أبو لهب، وأبو طالب، إلا أن الفرق بينهما: أن أبا طالب كان أعظم نصير للنبي صلى الله عليه وسلم، وأما أبو لهب فأخباره مشهورة ذائعة منتشرة في أنه ناصب النبي صلى الله عليه وسلم العداوة، وفيه نزلت: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} [المسد:1 - 2].
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} [المسد:1]، تكرر مرتين: في المرة الأولى دعاء، وفي المرة الثانية ليس تأكيداً كما يظنه بعض النحاة، وإنما تب الأولى دعاء، وتب الثانية بمعنى وقد فعل، أي: هذا الدعاء الذي كان عليه قد وقع وحصل بأمر من الله وقدره.
وأبو لهب اسمه: عبد العزى، وسمي أبو لهب؛ لأنه كان وضيء الوجنتين، فكانتا متقدمتين كالجمرتين فعرف بذلك.